الجبهة الشعبية لتحرير عُمان p.13

FCO 8/2485 الأول من يناير 1975 إلى الحادي والثلاثين من ديسمبر 1975
والكمبودية ، يعد موضوعيا من أهم
التطورات الثورية التاريخية في هذا
الفرن . فهذا الانتصار التاريخي
الكبير ستكون له خلال السنوات
القادمة أهم الآثار على مستقبل
العمل الثوري ، ليس في جنوب شرق
آسيا أو القارة الآسيوية فحسب ،
وانما بالنسبة لكل الشعوب التي
تناضل على سطح الكرة الارضية و

العالمي والمحلي .

ولكن بالمقابل ، فان تشدد وتصلب
الامبريالية ، على ضوء الهزائم التي منيت بها
في الهند الصينية ، سیولد تدريجيا القوى
الثورية العربية الجذرية القادرة على التصدي
والصمود ، وتحقيق الانتصار .

ولقد برزت ملامح التشدد والتصلب
الامبریالي الأمريكي، تجاه حركات التحرر
العالمية بشكل عام والعربية بشكل خاص ، من
خلال الاجراءات الرعناء ، والتصريحات المتتالية
التي يطلقها رؤوس النظام الإمبريالي في
واشنطن

فعلی اثر احتجاز الكمبوديين لسفينة
التجسس الامريكية « المابا غويز » في المياه
الاقليمية الكمبودية ، قامت الامبريالية الأمريكية
بعملية انزال القوات المارينز على الجزيرة التي
كانت ترسو فيها السفينة لاستعادتها بالقوة ،
رغم اعلان الثورة الكمبودية بأنها ستطلق سراح
السفينة . لذلك فقد اتخذت الإمبريالية
الأمريكية من موضوع السفينة حجة ، لكي
توجه ضربة انتقامية ضد الثورة الكمبودية ولكي
تظهر للأمريكيين، بأنه لا غنى عن استخدام
القوة للحفاظ على المصالح الامبريالية في
العالم . ومن جهة اخرى فقد كان واضحا
تماما ان الامبريالية الأمريكية أرادت أن ترد
لنفسها بعض الاعتبار ، بعد الهزيمة المشينة
التي منيت بها في الهند - الصينية ، وتظهر
اللعالم ان الامبريالية الأمريكية لا زالت في
موقع القوة ، وانها لن تتراجع عن سياساتها
العدوانية رغم كل الهزائم التي منيت بها .

والى جانب ذلك واصلت الامبريالية الأمريكية
تهديداتها وتصريحاتها العدوانية للمنطقة
العربية بشكل خاص . فقد صرح فورد زعیم
الأمبريالية الأمريكية : « بأننا سنبرهن للعالم
اننا لسنا نمرا من ورق ». كما صرح وزیر
دفاع الامبريالية الأمريكية قائلا : «ان امریکا
لن تتساح هذه المرة ، تجاه العرب اذا ما
اقدموا على فرض حظرا للنفط على امریکا »
وهكذا تتوالى تصريحات و تهدیدات زعماء
الامبريالية الأمريكية تجاه العرب .

ولكن مما لا شك فيه ، أن هذه التصريحات
والتهد. بدات ، ومواقف التشدد والتصلب ، التي
ستتخذها الامبريالية الأمريكية لا تعبر عن
حقيقتها ، الا عن ضعف الامبريالية ، وشعورها
بالهزيمة ، خصوصا وان الشعوب الاخرى التي
تناضل في سبيل حريتها واستقلالها ، ستواجه
الامبريالية الأمريكية مستفيدة من الدروس التي
افرزتها التجربتان الثوريتان الفيتنامية
والكمبودية .

فانتصار الثورة الفيتنامية

بالة لامعة في تاريخها كما انه
مثل اعظم انتصار الحركات التحرر الوطني في
هذا العصر .

لقد جاء انتصار الثورة الكمبودية والثورة
الفيتنامية ، ليؤكد من جديد صحة الموضوعة و
النظرية القائلة ، بأن العالم منذ انتصار ثورة
اكتوبر المجيدة ، يعيش في عصر انهيار الامبريالية
وازدحارها وفي عصر انتصار الثورة الاشتراكية.
وان اية ثورة مهما واجهت من صعوبات و عقبات
وعراقيل ومؤامرات تستطيع أن تحقق الانتصار
في النهاية .

ان الثور تین الفيتنامية والكمبود بسة فسي
نضالاتهما المعادية للامبريالية والقوى الرجعية
الحليفة ، قد اعتمد تا على قواهما الذاتية ،
وعلى كوادرهما وقواعدهما وعلى الجماهير،
واستنادا إلى اعتمادهما على هذه الأسس ،
استطاعتنا تحقيق الانتصار الكامل على الإمبريالية
الأمريكية رغم كل جبروتها السياسي
والاقتصادي والعسكري والتكنولوجي .

وهكذا انهارت النظريات التي تقول بأن
الشعوب الضعيفة لا تستطيع أن تفعل شيئا في
مواجهة الامبريالية الأمريكية ، فقد جاءت
انتصارات الثور تین الفيتنامية والكمبودية لتؤكد
ان اي شعب صغير يستطيع أن يحقق الانتصار
على الامبريالية مائة في المائة ، اذا استطاع أن
يوفر شروط الانتصار ، واذا عرف كيف يتابع
المعركة بتصميم لا يلين حتى يفرض الانتصار
فرضا .

ان الهزيمة الأميركية الكاسحة في
الهند الصينية تجعلنا واثقين مئة
بالمئة أن انتصار الثورة العربية أصبح

موضوعة حتمية ومؤكدة .
ا س ۲: كيف ترى الثورة العمانية
وهي تدخل عامها الحادي عشر في
ظل" كافة التراجعات العربية ؟

هذا السؤال يمنحني الفرصة لافدم باسم
قواعد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطین و باسم
گوادرها وقياداتها وكافة مؤسساتها المركزية
والمحلية ، عظیم تقديري للجبهة الشعبية
التحرير عمان ، قاعدة وكوادر وقيادات، وللجهود

الثورية التي تبذلها في سبيل تحقيق
اهدافها ، وعلى التضحيات الكبرى التي تقدمها
قربانا ليوم النصر ، وعلى الصمود الرائع الذي
تبديه ازاء الهجمات المتتالية والمتصاعدة ، التي
تحاول من خلالها القوى الامبريالية والرجعية
تصفية الثورة في عمان . ومما يزيد فسي
تقديرنا ونقتنا ، هو أن الجبهة الشعبية لتحرير
عمان ، ورغم شراسة الهجمة التي تتعرض
لها ، وسط التراجعات الرسمية العربية أمام
مخططات القوى الامبريالية - الصهيونية -
الرجعية ، لا زالت احد المشاعل الرئيسية
المضيئة في المنطقة العربية . تلك المشاعل التي
تقاتل بعناد وعزم لا يلين ، وتصميم لا يعرف
اليأس او التراجع .

آن ابرز ما في ثورة عمان ، هو
صمودها الجبار " طيلة عشر سنوات
رغم كل المؤامرات التسی جیکست
لتصفيتها واقتلاعها من جذورها ولقد
تعرضت الثورة العمانية منذ ولادتها
وحتى هذه الساعة المؤامرات متتالية.
ولكنها خرجت منتصرة ولا زالت تقاوم
كافة أشكال التآمر والتحدي والعنف
الرجعي . ولا زالت مصممة على
المضي في مقاتلة القوى الإمبريالية
والرجعية لتحقيق الأهداف التي قامت
من اجلها الثورة ، مهما بلغت التضحيات
ومهما تعاظمت المؤامرات ووسائل
العنف الرجعي

لقد جندت الإمبريالية والقوی
اهمية الرجعية كل طاقاتها لاطفاء
شعلة الثورة في عمان • ولكنها منیت
بالفشل ، وبقيت الثورة مستمرة .
وفي المرحلة الثانية من محاولات
القوى الإمبريالية والرجعية تصفية
الثورة ، اشتركت القوات الامبريالية
البريطانية إلى جانب قوات العميل
قابوس ( الذي أنت به بريطانيا بديلا
عن والده سعيد بن تيمور ليلعب
دورا جديدا في مقارعة الثورة ولكنها
مع ذلك لم تستطع أن تحقق أهدافها
في ضرب وتصفية الثورة .

هذا الواقع العنيد الذي واجهته
القوى الإمبريالية والربعية دفعها،
الى دخول المرحلة الثالثة من محاولات
التصفية بالاعتماد على الرجعيات
المحلية الايرانية والأردنية وغيرها .

و توهموا انهم قادرون على تصفية
الثورة ، من خلال اشتراك كافة هذه
القوى بالمعركة ، ومع ذلك ماذا نری .