بهدف تقطيع أوصال الاقليم المحرر وقطع خطوط المواصلات والامدادات . ان الحياة الجديدة التي تبني في المنطقة المحررة تعتمد على مشاركة اوسع الجماهير وتفاعلها مع بعضها البعض فعزل جماهير كل منطقة عن الأخرى يسهل عملية التأثير عليهم كما ان قطع أوصال المنطقة يدمر اقتصاد الاقليم ومعيشية المواطنين والهدف هو دفع المواطنية للاستسلام لقد أقام العدو خط موربيم في منطقة الممر ثم عمد الى اقامة خط صلالة - ثمريت في الوسط واخيرا يخطط لإقامة خط دامافان في الغربية . ثالثا - عملیات مطاردة الثوار : بعد اقامة هذا العدد الكبير من المراكز العسكرية وخطوط العزل المذكورة يعمد العدو الى القيام بحملات عسكرية فيما بين الخطوط اي ما بين خط دامافان وهورنبیم مثلا ۰ خلال العام العاشر شهدت ساحة القتال تنفيذ الجزء الأخير من استراتيجية العدو وهي اخطر مرحلة واكثرها ضراوة . خلال شهر نوفمبر وصلت الكتائب الإيرانية الى قاعدة حيرون المناط بها اقامة خط دامافان وتدمير الوجود العسكري للجبهة، في المنطقة الغربية حيث ان ضرب الثورة في المنطقة الغربية سينعكس سلبيا على باقي المناطق ذلك لكونها تشكل قاعدة خلفية المناطق الأخري لقد وضع العدو في مخططه احتلال بعض مناطق المحافظة السادسة من اليمن الديمقراطية بحجة لجوء الثوار لهذه المناطق ولم يفت الانجليز أن يتدربوا على استعراض النصر في حوف (۱) • وفي الوقت الذي لا زالت فيه المعارك مشتعلة في المنطقة الغربية قام العدو بعملية انزال ضخمة في شرق الغربية بهدف قطع امدادات الجبهة والسيطرة على التجمع السكاني في بيت جندوب وبعدها بایام قامت القوات الايرانية والأردنية بعملية مشتركة في الممر بهدف تدمير تخزينات جيش التحرير الشعبي وصرح متحدث بلسان العدو بانهم يجدون صعوبة في التقدم نتيجة المقاومة الضاربة * وضمن سلسلة الحملات العسكرية قام العدو بحملة عسكرية كبيرة ضد المنطقة الشرقية في ۲۹ مارس بهدف قطع طرق الإمدادات والسيطرة على تجمعات المواطنين ف ي «عارام» و«طبراق» والى جانب الحملات العسكرية الكبيرة فان نشاط العدوه العسكري يتخذ الجوانب التالية : اولا : عمليات البحث والتدمير حيث ترسل قوات محمولة جوا وعلى عربات الى تجمعات المواطنين للبحث عن الثوار وعندما لا يجد العدو الثوار يلج أ للانتقام من المواطنين لاجبار قوات الجبهة والرد وحماية المواطنين • ثانيا : محاصرة الطرق ومنابع المياه الممارسة ضغط على المواطنين والجبهة واجبار المواطنين دالاستسلام ثالثا : القيام بعمليات قصف جوي وبحري ومدفعي للاهداف الحيوية المعيشة السكان مثل منابع المياه والخزانات وتجمعات المواطنين وحيواناتهم ومراعيهم كل هذا بهدف تركيع السكان وابادة م ن يتمسك بالارض وبالتالي اجبارهم على النزوح عن المنطقة المحررة فاذا اضفنا الى ذلك عامل الحصار الاقتصادي المفروض على الريف حيث يمنع اي تعامل تجاري مع المدن التي يسيطر عليها العدو والتي يمد الريف الكثير من الضروريات باننا ندرك مدى الصعوبات المعيشية للسكان • احد ابطال جيش التحرير الشعبي « لن يصلوا الى شرشيتي (1) الا على اجسادنا » مواطنة لضابط اردني في الوسط « عيب عليكم انتم عرب وتحاربون الى جانب المحتلين الايرانيين ، لماذا لا تذهبون الى فلسطين وتحاربوا الاسرائيليين » من عادة المعتدي الا يحسب لضحيتسه الا القوة المادية وما دام هو متفوق عليه بالسلاح والرجال فالنصر مؤكد وهذا هو ح ال المعتدين الايرانيين والانجلي والاردنيين فهم في حساباتهم يضعون فر اعتبارهم عدد افراد جيش التحرير والأسلحة المتوافرة له . في حساب الأرقام المجردة فان قوات العدو تفوق قوات الثورة عدة م رات وتتفوق في تسلحها بكثير على ق وات جيش التحرير ولكن ما لم يقدره الاعداء هو استعداد المقاتل الملتزم بقضية شيعيه التزامه بالتضحية وعدم الاستس لا م مهما كانت الصعاب والمخاطر واعترف ناطق باسم الجيش الإيراني في اوائل يناير بان جهودهم لهزيمة الثوار تعرضت الى نكسة لان سرية لهم تقدر و ۱۵۰ وقعت في كمين من 40 ثائرا حيث قتل الثوار ۱۰ واسروا جندیا ایرانیا . وهكذا منذ أن اقتربت طائرات الهليوكبتر المحملة بالقوات الإيرانية في حملتها العسكرية ضد المنطقة العربية حتى ووجهت بمقاومة لم تكن تتوقعها خصوصا وان نقاط الانزال قد تم قصفها وتطهيرها بواسطة الطيران . ج رت عمليات قتال متلاحم اثبت فيه المقاتل العماني تفوقه وشجاعته ضد ع د و متفوق في العدد والعدة ولكن روح القداء والتضحية جعلت قوات الثورة ممسكة بالمبادرة وفرضت على العدو مكان وتوقيت واسلوب المعركة وتكبد الايرانيون هزائم متلاحقة جعلتهم يفرون من ميدان المعركة مخلفين عشرات جثث الضباط والجنود والاسلحة والوثائق ونسوا كل ما تعلموه من تكتيكات القتال : لقد لقيت حملة الممر الشرقية نفس المصير وتحطمت ه ذه الحملات المتلاحقة على ضخرة وصمود وبسالة قوات جيش التحرير الشعبي • الاستنتاجات والدروس : ١- ان القوات الانجلو - ایرانية الغازية لن ترتدع ، وانما هي تعد نفسها لحملة قادمة . فهي كالذئب الجريح يواصل هجماته المسعورة ۲- ان الارباك العسكري والسياسي الذي عاني منه العدو مند آن بدأ حملته ، ضدضع قواته ، وابرز العديد م ن التناقضات التي عمل على اخفائها او تجميدها . هذا التناقضات مكتوب لها المتزايد ما استمرار الهزائم ۳- اسقط في يد كل القوى التي كانت تراهن على امكانية تصفية الثورة . فصمودها أمام هذا التكالب جعلها تكسب المزيد من الاصدقاء وتفرض نفسها حتى على اولئك الذين فضلوا البقاء على السور بانتظار نتائج الحملة • - ان خطورة الموقف منبثقة من استثمار العدو للصمت الذي تلتزم به العديد من الأنظمة العربية • والذي يعود بالدرجة الاولى الى تخوفها من النظام المشاهنشاهی التي اثبت انه ليس اكتر من « نمر من ورق » على الرغم من كل مظاهر الرعونة والعنجهية التي يتصرف بها ، والتي لا تخرج عن اخلاقیات « القبضايات » ه- الاستفادة قدر الامكان من اساليب ح رب العصابات المرافقة للعمليات الموقعية ، حيث أثبتت التجربة قدرتها على خلق ارباك وبلبلة في صفوف العدو ، خاصة في المناطق الوعرة •
